الرد على الشيخ الشعراوي قي قوله دي اللي باينة عندك ❗️

[أبوعمــOMARـــر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما ما يتعلق بالمقطع المذكور للشيخ الشعراوي ففيه حقٌ أُريد به باطل وفيه باطل لا مرية فيه ولا لبس :

* أما الحق الذي فيه والذي قد يتوصل به البعض إلى معنىً باطل ؛ هو حقٌّ لا ينكره أحد عنده مسكة من علم؛ *أن طاعة ولاة الأمر ليست طاعة مطلقة وإنما مقيدة في طاعة الله وفيما يرضيه*. فهم لهم طاعة دلت عليها النصوص الكثيرة ومنها هذه الآية حيث قرنهم الله فيها بمن يُطاعون. ولكن لمّا لم يُعد الله لفظ الطاعة لهم علمنا أن طاعتهم مقيدة بطاعة الله وليست مطلقة، لأنهم بشر غير معصومين، فربما أمروا بما هو معصية فلا طاعة لهم حينها في تلك المعصية. وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يتصور أن يأمر بمعصية الله! وطاعته هي من طاعة الله كما قال تعالى { من يطع الرسول فقد أطاع الله } ولذا أضفى على طاعته لفظ الطاعة..

* وخلاصة هذه النقطة* : أن نتقي الله في الحق الذي جعله الله لولاة أمور المسلمين ما لم يأمروا بمعصية فهنا فقط لا طاعة في تلك المعصية ولا ننزع يداً من طاعتهم في ما سوى ذلك ولو في المباحات .. يقول أبو ذر رضي الله عنه وهو يخاطب ولي أمره أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ( والذي نفسي بيده لو أمرتني أن أقعد لما قمت ولو أمرتني أن أكون قائما لقمت ما أمكنتني رجلاي ولو ربطتني على بعير لم أطلق نفسي حتى تكون أنت الذي تطلقني ) هكذا هو نهج أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع ولاة الأمر. من أين أخذوا ذلك ؟ يخبرنا أبو ذر في نفس هذا الأثر في خاتمته وهو عند ابن حبان بسند صحيح قال ( أوصاني ) إذن هي وصية يجب شديد العناية بها .. فما هي ؟ قال ( أوصاني خليلي بثلاث : أن أسمع وأطيع ولو لعبد حبشي مجدع الأطراف ... ألخ ) وهذا عبادة بن الصامت كما في الصحيحين يقول وهو يبين بنود البيعة التي كانت بينهم وبين معلمهم صلوات ربي وسلامه عليه ( دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه على.. ) تأمل يا عبد الله يا من تريد النجاة لنفسك فهذا عقد البيعة بينك وبين ولاة أمرك ( فبايعناه على *السمع والطاعة* في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا *وأن لا ننازع الأمر أهله* إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان ) ..

* وأما الباطل الذي فيه فهو التحقير والتصغير لأصل من أصول أهل السنة والجماعة سار عليه الرعيل الأول من السلف الصالح من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والمتمثل في *طاعة ولاة الأمر* ولا أدلّ على هذا الأصل الذي دلت عليه عشرات النصوص في كتاب الله وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ؛ لا أدل عليه من هذه الآية نفسها حيث قرن الله طاعة ولاة الأمر والسمع لهم؛ بطاعته سبحانه وطاعة نبيه. وإذا كان الحال كذلك فالحذر كل الحذر من تهوين هذا الأصل بمثل تلك الكليمات التي خرجت من هذا الشعراوي من نحو قوله مع حركات بدنه ويديه " لا ؛ ما يخذوش من الإسلام إلا وأطيعوا ولي الأمر أطيعوا ولي الأمر ! أيش معنى *دي اللي باينة عندك*" والله أسلوب ركيك ينم عن سخرية بمن يتمسكون بهذا الأصل الأصيل. خاصة أننا نطالب أتباعه من بعده الذين ينشرون هذا المقطع الباطل ويطيرون به أن يأتوا ببرهان ما زعمه الشعراوي في مقطعه من أن هؤلاء -يعني أهل العلم- فقط يعتنون بأطيعوا ولي الأمر دون طاعة الله وطاعة رسوله !! أين هؤلاء العلماء الذين طاعة ولي الأمر فقط باينة عندهم دون طاعة الله وطاعة رسوله ! والله إنها مجازفة من القول سيسأل عنه يوم القيامة ..

وهنا نلفت أذهان هؤلاء المستوحشين من طاعة ولاة الأمر إلى السبب الذي حمل أولئك العلماء على الدندنة حول هذا الأصل الأصيل الذي يتغيظ منه أهل البدعة من كل صنف ولون وعلى رأسهم الخوارج والدواعش والإخوان وأضرابهم وأفراخهم ممن لا يرفعون بهذا الأصل رؤوسهم ولا يقيمون له أي مقدار ؛ أن السبب في كثرة الكلام عليه وتأصيله وتبيينه للناس هي الحاجة الملحة وتقديم الأهم فالأهم ، وهو من فقه الأولويات لما ابتُلي أهل الإسلام بكثرة المنحرفين والخارجين على ولاة أمورهم من أصحاب الفوضى والمظاهرات السلمية زعموا والتخريبية والتي جنت على دويلاتهم إلى يومنا هذا الخراب والويلات. فلما كان مثل هذا الأمر قد وقع وحلّ في بلاد المسلمين وعم به البلاء، انبرى العلماء الصادقون الربانيون في بيان هذا الأصل العظيم والكبير لعامة الناس. كيف لا ! وقد خفي هذا الأصل على من يعدّ نفسه في العلماء كهذا الشيخ الشعراوي وأضرابه. فكان ذلك من قيامهم بحق الإسلام والنصح لعامة الناس. أفيكون جزاؤهم بعد ذلك اللمز والطعن والسخرية بهم وأنه " أيش معنى دي اللي باينة عندك " !!

👈🏻 *نعم بانت عندهم* للحاجة العظيمة لتبيّنها وتبيينها في هذه الأزمنة؛ أزمنة الفتنة المتعلق غالبها بالخروج على ولاة الأمر وما أجلبت على المسلمين وبلاد المسلمين من الدمار والفقر وانعدام الأمن وسفك الدماء وتهجير الأبرياء واغتصاب النساء عدا الإعاقات والتيتم والتأيم والحالات النفسية والآلاف في السجون والمعتقلات.

👈🏻 *نعم بانت عندهم* وهم أهل العقل والرأي السديد لأن يوما واحدا بدون إمام وولي أمر أسوأ من ستين سنة بإمام ظالم كما اشتهر ذلك عن السلف " ستون سنة بسلطان ظالم خير من ليلة بلا سلطان " ..

👈🏻 *نعم بانت عندهم* وهم أهل الفطنة والرشاد لأنه كما قال الإمام أحمد وهو الذي أوذي بالسجن والجلد وشدة الأخذ " لو كانت لي دعوة مستجابة لجعلتها في السلطان ". وقد قيل أن هذه العبارة منسوبة للفضيل بن عياض..

👈🏻 *نعم بانت عندهم* وهم أهل الحكمة والنظرة الرشيدة والبعيدة. يقول الحسن البصري وهو يعدد فضل وجود ولاة الأمر من إقامة الجمع والجماعات والعيد والثغور والحدود ؛ قال عبارته التي تكتب بالذهب " والله لا يستقيم الدين إلا بهم وإن جاروا وظلموا. والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون. مع أن طاعتهم والله لغبطة وإن فرقتهم كفر " ..

👈🏻 *نعم بانت عندهم* ولابد أن تبين لأنها عقيدة أهل السنة والجماعة فمن أضلها فهو من أجهل الجاهلين.
يقول الإمام الطحاوي في تقرير عقيدة المسلمين أهل السنة والجماعة " ولا نرى الخروج على ائمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يدا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عزوجل فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة" هذه عقيدة أهل السنة والجماعة فمن رغب عنها فلينظر لنفسه مكانا بين المتردية والنطيحة..

فهل يستوعب أتباع الشعراوي الآن لماذا *دي باينة عندهم !!* { مَن يَهدِ اللَّهُ فَهُوَ المُهتَدِ وَمَن يُضلِل فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرشِدًا }