*الجديد في الباقيات الصالحات!*
بعيدا عن اختلاف المفسرين في معنى قول الله عز وجل : ( وَالباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوابًا وَخَيرٌ أَمَلًا﴾ نريد أن نسلط الضوء قليلا على مفردات وردت في حديث جليل ، يحث على الإكثار من هذه الأذكار الأربع المشهورة بالباقيات الصالحات ، وهي سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ، حيث أن هناك معنى جميل للحديث قل من يذكره .
لا يخفاكم أنه قد وردت أحاديث كثيرة صحيحة تصف هذه الكلمات الأربع باوصاف عظيمة جليله منها:
- أنها أحب الكلام إلى الله.
- أن الله اصطفى من الكلام أربعً.
- بأنها أحب للنبي ﷺ مما طلعت عليه الشمس.
- أنها غرس الجنة
- أنها أفضل الكلام بعد القرآن.
-أنهاجنة وحجاب من النار.
- أنها خير الكلام
- أنها اطيب الكلام
- أنهن يحططن الخطايا.
- أنها تنفض الخطايا.
- أنها تعدل الصدقة النفل .
-أنهاتعدل جهاد النفل.
-أنها تعدل قيام الليل.
لكن هناك حديث فيه صفات أخرى غير ما ذكرنا وهو قول النبي ﷺ في الحديث الذي صححه الشيخ الألباني رحمه الله: (خُذُوا جُنَّتَكُمْ مِنَ النارِ ؛ قولوا : سبحانَ اللهِ ، و الحمدُ للهِ ، ولَا إلهَ إلَّا اللهِ ، واللهُ أكبرُ ، فإِنَّهنَّ يأتينَ يومَ القيامةِ مُقَدِّمَاتٍ وَمُعَقِّبَاتٍ وَمُجَنِّبَاتٍ ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ.)
العجيب في هذا الحديث أن وصف هذه الكلمات بصفة الجيش !!
لأن الجيش مقسم الى مقدمة ومعقبة ومجنبات وهما جناحا الجيش بما يسمى الميمنة والميسرة .
يقول ابن الأثير في كتابه النهاية : وَفِي حَدِيثِ الْفَتْحِ «كَانَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى المُجَنِّبَة اليُمْنَى، والزّبَيْرُ عَلَى المُجَنِّبَة اليُسْرى» مُجَنِّبَة الجيْش: هِيَ الَّتِي تَكُونُ فِي المَيْمنة والمَيْسَرة، وهُما مُجَنِّبَتَان، وَالنُّونُ مَكْسُورَةٌ ..وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي البَاقِيات الصَّالِحاتِ «هُنَّ مُقَدِّمات، وهُنّ مُجَنِّبَات، وهُنّ مُعَقِّبات).
ففي هذا الحديث يرسم صورة بالغة في الحسن بأن المسلم يأتي يوم القيامة وهذه الكلمات الأربع تحيط به كأنها كتائب جيش تسعى لحمايته من النار ، كما يقول الإمام الصنعاني رحمه الله في كتابه التنوير شرح الجامع الصغير (فكأنهن جيش من جهات قائلهن تسترنه عن النار) .
فإن الذاكر لله إن استحضر هذا المنظر الأخّاذ المدهش سعى لأمرين .
الأول : الإكثار من هذه الكلمات المباركات لزيادة هذه الحماية له يوم القيامة .
والأمر الآخر : سعى لتقويتها فقوتها تكمن في استحضار القلب عند ذكرها وفهم معانيها .
فسبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر جيش يحميكم من تبعات الذنوب والخطايا فأكثروا منها وما عند الله من الأجر والمغفرة أكبر و أعظم .
ودمتم بحفظ الله .