{ وَمَا يُدْرِيكَ }؟ / إعداد: د. أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
{ وَمَا يُدْرِيكَ } ؟
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول
الساعة.. يوم القيامة..
لا يعلم وقتها إلا الله سبحانه وتعالى..
إنها أحد مفاتيح الغيب الذي اختص الله به نفسه..
"ما المسؤول عنها بأعلم من السائل".. هكذا أجاب الحبيب عندما سئل عنها..
القرآن.. كلام الله تعالى.. يضم بين سوره وآياته علم كل شيء.. فهل نلتمس فيه علم الساعة؟!..
هل يساعدنا النسيج الرقمي القرآني في سبر أغوار يوم القيامة؟!..
لقد سُئل النبي -صلى الله عليه وسلّم- كثيرًا عن موعد قيام الساعة..
وروى البخاري وابن ماجه وأحمد عن عوف بن مالك قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلّم- فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ:
فتأمّل أوّل علامة من علامات الساعة الست: ( مَوْتِي ).. وفي روايات أخرى ( موت نبيكم )!
كم اقتربنا؟!.. اللَّهم سلِّم!
فماذا تخبرنا المنظومة الإحصائية القرآنية عن إجابة هذا السؤال؟!
تأمّل هذه الآية من سورة الأحزاب وهي تتحدّث عن الساعة وعن قربها:
رقم الآية 63، وهذا هو عدد أعوام عمر النبي -صلى الله عليه وسلّم-!
أليس هو القائل إن بين يدي الساعة: ( مَوْتِي )! وفي روايات أخرى ( موت نبيِّكم )؟!
الآن تأمّل الآية وهي تختتم بقوله تعالى: { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا }!
ولتأكيد هذا القرب الذي تتحدث عنه الآية يأتي رقمها 63 وليس أي عدد آخر!
لأن 63 هو بالفعل عدد أعوام عمر النبي -صلى الله عليه وسلّم-!
يا ترى ماذا يدور في خلد المكذبين هنا؟!
هل كان النبي -صلى الله عليه وسلّم- يعلم أجله ولذلك وضع هذه الآية في هذا الموضع تحديدًا؟!
ما العجيب في هذه الآية؟ مجموع كلماتها وحروفها = 63
العدد نفسه والدلالة نفسها.. موت رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلّم-!
تذكَّر أن موته -صلى الله عليه وسلّم- إحدى علامات قرب الساعة!
أحرف { وَمَا يُدْرِيكَ } تكرّرت في كل آية من الآيات الخمس 63 مرّة!
ولكن هل لاحظت شيئًا؟
أرقام هذه الآيات الخمس أعداد أوّليّة لا تقبل القسمة إلا على نفسها أو على الرقم واحد فقط!
مجموع أرقام هذه الآيات الخمس = 63
أحرف { وَمَا يُدْرِيكَ } تكرّرت في الآيات الخمس 315 مرّة، وهذا العدد = 5 × 63
مجموع حروف هذه الآيات الخمس 625 حرفًا، وهذا العدد = 5 × 5 × 5 × 5
مجموع الحروف المنقوطة في هذه الآيات 200 حرف، وهذا العدد = 5 × 5 × 8
مجموع الحروف غير المنقوطة في هذه الآيات 425 حرفًا، وهذا العدد = 5 × 5 × 17
حقائق رقمية قرآنية مدهشة!
تأمّل..
وردت كلمة { سَاعَة } في القرآن الكريم 48 مرّة في 43 آية.
هناك 5 آيات وردت كلمة { سَاعَة } في كل منها مرّتين وهي:
مجموع كلمات هذه الآيات الخمس = 63 كلمة.. الدلالة الرقمية نفسها!
لاحظ رقم الآية الوسطى! كلمة ساعة الأولى في الآية الأخيرة هي التكرار رقم 46 لكلمة { سَاعَة } من بداية المصحف، وهذا هو رقم الآية نفسها! وكلمة { سَاعَة } في الموضع الأخير في الآيات الخمس هي التكرار رقم 47 من بداية المصحف، وهذا هو ترتيب سورة مُحمَّد!
بل هناك ما هو أعجب!
من رتَّب هذه الآيات بهذه الطريقة؟!
من وضع هذه الآيات في هذه المواضع المحسوبة بدقَّة؟!
هل كان النبي -صلى الله عليه وسلّم- يعلم أجله، ولذلك وضع الآيات في هذه المواضع؟!
طبت حيًّا وميِّتًا يا سيدي يا رسول اللَّه..
المفاتيح الخمسة..
علم الساعة .. نزول الغيث.. الأجنة في الأرحام.. أرزاق المستقبل.. الموت..
إنه الغيب الذي اختص الله به نفسه..
أبواب خمسة.. لم يعطِ الله أحدًا من خلقه مفاتيحها..
فمفاتيح الغيب الخمسة.. بيده وحده سبحانه..
آيات القرآن الدالة على هذه المفاتيح تدل على ذلك..
لقد جاءت مفاتح الغيب الخمسة في إطار سياج من الأعداد الأوّليّة الصماء..
جاءت مفاتح الغيب الخمسة في إطار سياج من الأعداد الأوّليّة الصماء..
لماذا؟ لأن الغيب لا يعلمه إلا الله الواحد الأحد سبحانه وتعالى..
والأعداد الأوّليّة لا تقبل القسمة إلا على نفسها أو على الرقم واحد..
كما أن هذه الأعداد لا تزال لغزًا يحيّر العقل البشري ويتحداه..
ولا يعلم سرّها إلا هو وحده سبحانه..
الأعداد الأوّليّة التي استخدمها القرآن في الدلالة على ترتيب سوره أو عدد آياته عددها 31..
السورة التي ترتيبها رقم 31 في المصحف هي سورة لقمان..
وفي خاتمة هذه السورة جاءت الآية الوحيدة التي تجمع مفاتح الغيب الخمسة..
تأمل هذه الآية جيِّدًا..
مفاتيح الغيب الخمسة في الآية تنتهي بخمس كلمات هي:
{ السَّاعَةِ } – { الْغَيْثَ } – { الْأَرْحَامِ } - { غَدًا } – { تَمُوتُ }..
تأمل ترتيب هذه الكلمات الخمس في الآية..
{ السَّاعَةِ } ترتيبها رقم 5 من بداية الآية ورقم 23 من نهايتها.
{ تَمُوتُ } ترتيبها رقم 5 من نهاية الآية ورقم 23 من بدايتها.
والعددان 5 و23 أوّليّان!!
{ الْأَرْحَامِ } ترتيبها رقم 11 من بداية الآية ورقم 17 من نهايتها.
{ غَدًا } ترتيبها رقم 11 من نهاية الآية ورقم 17من بدايتها.
والعددان 11 و 17 أوّليّان!!
{ الْغَيْثَ } ترتيبها رقم 7 من بداية الآية.
والعدد 7 أوّليّ!!
روابط رقمية عجيبة بين الغيب والأعداد الأوّليّة!!
والأعداد الأوّليّة لا تقبل القسمة إلا على نفسها أو على الرقم واحد
هكذا مفاتيح الغيب الخمسة لا يعلمها إلا الواحد سبحانه..
أرأيت كيف تنطق الأعداد!!
سبحانك ربي!!
تأمّل مرة أخرى..
مفاتح الغيب الخمسة انتهت بخمس كلمات ترتيبها من بداية الآية على النحو الآتي:
{ السَّاعَةِ } ترتيبها من بداية الآية رقم 5
{ الْغَيْثَ } ترتيبها من بداية الآية رقم 7
{ الْأَرْحَامِ } ترتيبها من بداية الآية رقم 11
{ غَدًا } ترتيبها من بداية الآية رقم 17
{ تَمُوتُ } ترتيبها من بداية الآية رقم 23
هذه الأعداد الخمسة أوّليّة ومجموعها = 63
63 هو العمر الذي مات فيه النبي -صلى الله عليه وسلّم-!!
والعجيب أن الكلمة الخامسة والأخيرة هي كلمة { تَمُوتُ }!!
والأعجب أن { تَمُوتُ } هي الكلمة رقم 23 في الآية!
23 هو عدد أعوام الوحي!
سبحان الله!!
آية سورة لقمان تضمنت مفاتيح الغيب الخمسة..
ولكنها لم تتضمن لفظ { مَفَاتِحُ الْغَيْبِ }.. فأين ورد؟
نعم.. في هذه الآية من سورة الأنعام..
رقم الآية 59 وهذا عدد أوّليّ!
كلمة { الْغَيْثَ } هي الكلمة رقم 3 من بداية الآية وهذا عدد أوّليّ!
كلمة { الْغَيْثَ } هي الكلمة رقم 29 من نهاية الآية وهذا عدد أوّليّ!
عدد حروف الآية 113 حرفًا وهذا عدد أوّليّ!
عدد كلمات الآية 31 كلمة وهذا عدد أوّليّ!
والأعجب أن 31 هو ترتيب سورة لقمان في المصحف!!
السورة الوحيدة التي خُتمت بالآية الوحيدة التي تضمَّنت مفاتيح الغيب الخمسة!
سبحان الله!!
تأمّل كيف يرتبط الغيب بالأعداد الأوّليّة!
هذه الأعداد التي لا يزال علمها في رحم الغيب!
العدد 127 أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 31
31 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 11
11 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 5
5 عدد أوّليّ وهو عدد مفاتيح الغيب!!
5 هو عدد حروف كلمة { الْغَيْبِ } أيضًا!!
{ وَمَا يُدْرِيكَ }؟ / إعداد: د. أحمد مُحمَّد زين المنّاوي / ق3
{ وَمَا يُدْرِيكَ }؟
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الثالث والأخير
مزيد من التأكيد..
تذكّر أن مجموع الترتيب الهجائي لأحرف { مَفَاتِحُ الْغَيْبِ } = 127
مفاتح الغيب عددها 5 وفي القرآن 5 آيات تكرّرت أحرف { مَفَاتِحُ الْغَيْبِ }) في كلٍّ منها 127 مرّة..
أحرف { مَفَاتِحُ الْغَيْبِ } تكرّرت في كل آية من الآيات الخمس 127 مرّة.
وللعلم فإنه لا توجد في القرآن أي آية أخرى تكرّرت أحرف { مَفَاتِحُ الْغَيْبِ } فيها 127 مرّة!
العجيب أن مجموع كلمات هذه الآيات الخمس 178 كلمة!
الآن تأمّلوا رقم الآية الأولى أليس هو العدد 178 نفسه؟!!
هل تعجّبت من ذلك؟
الأعجب منه أن مجموع حروف هذه الآيات الخمس 797 حرفًا لا تزيد ولا تنقص حرفًا واحدًا!!
أتعلم إلى ماذا يشير هذا العدد؟
من أجل هذا العدد وحده دون غيره عرضت أمامك هذه الآيات الخمس!!
هذا العدد 797 أوّليّ وترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 139
139 عدد أوّليّ وترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 34
الآن تأمّل الآية الوسطى وعدد كلماتها 34 كلمة!!
وتأمّل أين جاءت الآية الوسطى نفسها!!
لقد جاءت في سورة سبأ السورة رقم 34 في ترتيب المصحف!!
والآن تأمّل رقم الآية الوحيدة التي جمعت { مَفَاتِحُ الْغَيْبِ } الخمسة..
روابط رقمية قرآنية مذهلة!!
تأمّل أين جاءت الآيات الخمس:
البقرة – النساء – سبأ – مُحمَّد – الحجرات.
مجموع آيات هذه السور الخمس 572 آية، وهذا العدد = 286 × 2
تأمّل 286 وهو عدد آيات السورة الأولى (البقرة) مضروبًا في 2 وهو ترتيب سورة البقرة نفسها!
مجموع تراتيب هذه السور الخمس 136، وهذا العدد = 34 × 4
العدد 34 وارتباطه بمفاتح الغيب يتأكّد عبر أكثر من طريق!
ولكن إلى ماذا يشير العدد 4 هنا وما هي علاقته بمفاتح الغيب؟!
للإجابة عن هذا السؤال سوف ننتقل إلى الآية الأخيرة في السورة رقم 4 وهي سورة النساء..
أحرف { مَفَاتِحُ الْغَيْبِ } تكرّرت في هذه الآية 139 مرّة.
139 عدد أوّليّ وترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 34
34 هو رقم الآية الوحيدة التي جمعت مفاتح الغيب الخمسة!!
مزيد من التأكيد..
الآية الوحيدة التي جمعت مفاتح الغيب الخمسة هي الآية الأخيرة في سورة لقمان!!
الآن تأمّل الآية الأخيرة في أولى سور القرآن..
أحرف { مَفَاتِحُ الْغَيْبِ } تكرّرت في هذه الآية 34 مرّة!!
والعجيب والمذهل حقًّا أن مجموع النقاط على حروف هذه الآية نفسها 34 نقطة!
الآية الأولى جاءت في سورة الأعراف، السورة رقم 7 في المصحف.
والآية الثانية جاءت في سورة النمل، السورة رقم 27 في المصحف.
مجموع ترتيب السورتين وكما هو واضح أمامك الآن = 34
اسم { الله } تكرّر في سورة الأعراف 61 مرّة وتكرّر في سورة النمل 27 مرّة.
ويمكنك أن تلاحظ بسهولة أن الفرق بين العددين = 34
تأمّل هذا النسيج الرقمي القرآني المذهل!!
أحرف { مَفَاتِحُ الْغَيْبِ } تكرّرت في هذه الآية 34 مرّة!!
والحروف غير المنقوطة في هذه الآية نفسها عددها 34 حرفًا!
ننتقل إلى الآية رقم 47 في السورة رقم 34 وهي سورة سبأ..
لقد جاء لفظ (مفاتح الغيب) في الآية رقم 59 من سورة الأنعام..
بينما جاء تفصيل { مَفَاتِحُ الْغَيْبِ } في الآية رقم 34 من سورة لقمان..
الآن تأمّلوا الآية رقم 59 من سورة النمل..
الآية الأولى رقمها 59 وأحرف { مَفَاتِحُ الْغَيْبِ } تكرّرت في الآية نفسها 59 مرّة!
الآية الثانية رقمها 59 وأحرف { مَفَاتِحُ الْغَيْبِ } تكرّرت في الآية نفسها 59 مرّة!
والأمر العجيب حقًّا أن مجموع النقاط على حروف الآيتين = 59 نقطة!
تأمّلوا هذا التشابك المذهل في عصب النسيج الرقمي القرآني!!
وفي جميع الأحوال فإن العدد 59 أوّليّ!
ومجموع كلمات الآيتين 41 كلمة وهذا العدد أوّليّ!
ومجموع حروف الآيتين 149 حرفًا وهذا العدد أوّليّ!
تأمّل كيف ترتبط مفاتيح الغيب بالأعداد الأوّليّة!
هذه الأعداد التي لا تزال لغزًا يتحدّى العقل البشري ولا يزال علمها في رحم الغيب!!
فالأعداد الأوّليّة والغيب كلاهما لا يعلم سرّهما إلا الواحد الأحد سبحانه وتعالى..
لو أنكر صِدْقَك المكذِّبون فقد أبانته الأرقام..
حاملة لواء الدعوة إلى اللَّه في هذا العصر الرقمي..
فالأرقام لا تنطق بالهوى.. تنطق بلا قلب ولا مصلحة ولا مواربة..
لغتها الصدق.. وقلبها.. عقل..
فمتى يدرك من يحاول حجب الشمس بالغربال أنه فاشل لا محالة؟!..
متى يقدم لنفسه.. يقدم لحياته.. حياته الحقيقية.. يوم لا ينفع مال ولا بنون.. إلا من أتى الله بقلب سليم..
قلب يحب النبي -صلى الله عليه وسلّم-.. قلب يشهد بأنه رسول الله لا ريب.
---------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).